الدبلوماسية الفرنسية | المكتبة الدبلوماسية

الدبلوماسية الفرنسية


يعتبر الفرنسيون هم السباقون في إدخال العديد من الأمور الخاصة بالعمل الدبلوماسي وتطويره ويعود ذلك إلى الشخصية الفذة "الكاردينال ريشيلو". فهم الذين ابتكروا قاعدة الموافقة المسبقة من قبل البلد المضيف أي قبل تعيينه بصورة رسمية،وقد عرض البابا على لويس الرابع عشر اسم السفير البابوي الذي رغب في إيفاده إلى باريس حيث كان الأخير يبدي امتعاضه إذا وصل مبعوث أجنبي إلى بلاده دون موافقة مسبقة. وقد ربط النظام الفرنسي بين الشؤون السياسية والاقتصادية، فقد اعتبرت تنمية التجارة الفرنسية مع الخارج من بين أهداف الدبلوماسية. وكان من المنتظر من السفير قبل مغادرة فرنسا أن يتشاور مع الغرفة التجارية في مرسيليا. وجرى إنشاء ما يشبه جهاز الخدمة القنصلية في الشرق في أوائل القرن السابع عشر.

وكان ينبغي على الدبلوماسي الفرنسي أن يتحلى ببعض الصفات أهمها:

1- أن يكون واسع الإطلاع والأدب والقانون والعلوم ويتقن أكثر من لغة واحدة كالألمانية والأسبانية والإيطالية.
2-أن يكون سريع الخاطر وذو نظرة ثاقبة يدرك ما يدور في خلد جلساءه بسرعة.
3- أن يكون قوي الملاحظة قادر على الحكم على الأشياء كما هي ويسعى إلى هدفه من اقصر الطرق ودون مواربة .
4- أن يكون عزيز النفس ، صبورا هادئا، بعيدا عن كل ما يؤثر فيه كالشراب والمقامرة و النساء.

و إجمالا ابتداء من الثورة الفرنسية، فان العلاقات الدولية اتسعت بشكل كبير. إذ أن وصولها إلى مؤتمر فينا 1815-1814 حيث التسوية أدت إلى البت في مسالة التصنيف وترتيب المعتمدين الدبلوماسيين. وخلال هذه القرون الثلاثة فان الدبلوماسية في أوروبا أخذت شكلها الكلاسيكي وتدريجيا فان قواعد القانون الدولي قد تم تحديدها وتوطيدها سواء فيما يتعلق بالامتيازات أو الحصانات. فالمعتمد الدبلوماسي تخلى عن صفة تمثيلة لشخص ملكه وأصبح يمثل الدولة نفسها وبعلمها. وبشكل مترابط، فان الدبلوماسية أصبحت مهنة حقيقية للدبلوماسيين، بينما في القرن السابع عشر والثامن عشر فان اختيار الدبلوماسيين كان يتم من قبل رئيس الدولة من بين المقربين لديه سواء كانوا نبلاء أو قضاة أو تجار.


أحدث أقدم