المعاهدات الدولية التي أبرمتها اليمن مع عدد من الدول خلا الفترة من عام 1918م وحتى عام 1948م | المكتبة الدبلوماسية

المعاهدات الدولية التي أبرمتها اليمن مع عدد من الدول خلا الفترة من عام 1918م وحتى عام 1948م

لقد تم خلال الفترة من عام 1918م وحتى عام 1948م عقد عدد محدود من المعاهدات والاتفاقات مع عدد من الدول،كما بعث اليمن بعدد من الوفود إلى بعض الدول للمشاركة في مباحثات ومشاورات أحيانا وحضور المناسبات الخاصة بها أحيانا أخرى،وكانت هذه الوفود تقوم بالمهام المكلفة بها من قبل الإمام المرجع الأول والأخير في البلد،كما استقبل الإمام عدد من وفود تلك الدول.
     والمعاهدات التي وقعها الإمام كانت بهدف الاعتراف السياسي باستقلال اليمن وكذا الحصول على عونها ليتمكن من مواجهة بريطانيا في خطوط المواجهة،غير أن تلك المعاهدات كان طابعها اقتصادي وتجاري وفني بحسب رغبته،ليس لبعضها علاقة بالتبادل الدبلوماسي،أما التمثيل أو التبادل الدبلوماسي فان اليمن لم تفتح لها بعثات تمثيلية في الخارج وتعيين موظفين فيها إلا في بداية الخمسينات والستينات من القرن العشرين باستثناء مندوبي اليمن لدى جامعة الدول العربية عام 1945م والأمم المتحدة عام 1947م.
      كما كانت تلك المعاهدات البدايات الأولى لإخراج اليمن من عزلته،فقد أراد الحاكم للشعب أن يظل بعيدا ومعزولا عن العالم خوفا من أن تتأثر ثقافته ويضعف تراثه الاجتماعي والديني وهو ما أسهم في جعل الحياة متخلفة في كل جوانبها وكان بعض اليمنيين وبعض العرب قد قدموا النصيحة للإمام لإخراج اليمن من عزلته.
ومن ثمار معاهدات الصداقة دخول عدد محدود من التجار الأجانب والوفود وخروج الأمراء أبناء الإمام ومرافقيهم من أبناء الشعب لزيارة بعض الدول والذين أبهرتهم مظاهر وجمال وتطور الحياة عند الآخرين.
      ولم يتجاهل الإمام/ يحيى التأثيرات الخارجية على اليمنيين ونظامه المتخلف معتقدا أن تلك المعاهدات قد تلبي مصلحة وتحميه من أي مكروه ولم يكن بإمكانه أن يظل بعيدا عما يدور من أحداث وتفاعلات على المستوى العربي،وكان عليه أن يبدأ بعض الإجراءات والخطوات لأجل إقامة علاقات تساعده على الاستمرارية والبقاء،فبالإضافة إلى معاهدة صنعاء الموقعة في فبراير عام 1934م مع بريطانيا والتي عقدت بمثابة هدنة بين المتحاربين وفق شروط معينة،فقد وقع بعد ثلاثة أشهر مع المملكة العربية السعودية معاهدة الطائف في مايو 1934م وهي أيضا بموادها وملاحقها مثلت نهاية للحرب التي قامت وما توصل إليه الطرفان من نتائج لتسوية العلاقات بين البلدين.
      أما الخطوات التي عدت ايجابية ومثلت بداية الانفتاح وهي تدريجية إضافة إلى معاهدات الصداقة والتجارة والحدود فقد تمثلت في:-
-1 انضمام اليمن في مارس 1937م إلى معاهدة الأخوة العربية الموقعة بين المملكة العربية السعودية والمملكة العراقية في ابريل 1936م.
-2 انضمام اليمن إلى أهم منظمتين الأولى (إقليمية) جامعة الدول العربية في مايو 1945م والأخرى (عالمية ) هيئة الأمم المتحدة في سبتمبر 1947م وآلتان جاءتا كنتيجة مباشرة للحرب العالمية الثانية وانتصار الحلفاء فيها.
-3 توقيع ميثاق جدة في ابريل 1956م من قبل الإمام/أحمد والرئيس/ جمال عبد الناصر والملك/ سعود بن عبد العزيز،والذي جاء تعبيرا عن رفض الدول الثلاث لحلف بغداد المركزي.
-4 انضمام اليمن إلى الجمهورية العربية المتحدة في 8 مارس 1958منحيث أراد الإمام /أحمد من وراء الانضمام وضع حد لعزلة اليمن عن المجتمع الدولي وتوسيع علاقاته مع الرئيس/ عبد الناصر ودول المعسكر الاشتراكي.

المصدر: كتاب الدبلوماسية اليمنية.



أحدث أقدم