لم ينشئ اليهود في فلسطين مدينة أو حضارة خاصة بهم . بل أن فلسطين حضارة وشعبا سبقت الوجود اليهودي بقرون عديدة . سميت فلسطين بأرض كنعان . وقد ذكرت التوراة اسم فلسطين بأرض كنعان ، وعلى سكانها بالكنعانيين . أما اسم بلستين " Palestine " فهو من الأسماء القديمة ، وكان أول من أطلق هذه التسمية الملك الآشوري " داد نيراري الرابع " نسبة إلى الشعب الذي يسكنها وهم البلستينيون كما أطلق الإغريق هذه التسمية . عربها العرب فأطلقوا عليها فلسطين . وقد ورد اسم الفلسطينيين في التوراة في غالبية الأسفار .
وسكن العرب فلسطين منذ فترة موغلة في القدم وقد شهدت سلسلة طويلة من الهجرات ، كان في مقدمتها الكنعانيون الذين جاءوا من جنوب شبه الجزيرة العربية واستقروا في فلسطين في الألف الثالث قبل الميلاد وسميت الأرض التي سكنوها باسمهم وقد سمي هؤلاء بالكنعانيين نسبة الى جدهم كنعان . وبسبب وقوع أرض فلسطين في نقطة التقاء حضارتي وادي الرافدين والنيل فقد كانت فلسطين معبرا للهجرات القادمة من والى وادي الرافدين و النيل وقد شهدت صراعا داميا بين تلك الحضارتين للسيطرة عليها في مختلف العصور التي حكمت تلك الحضارتين . كما تعرضت إلى غزوات من أقوام مختلفة كالعموريين والحثيين ، إلا أن الغزاة كانوا عابرين ، ومن أقام منهم فقد اختار سواحلها حيث الماء والرعي ، ثم اندمج في سكانها وذاب فيهم . وتعد الفترة العمورية الكنعانية ( 2000 – 1600 ) ق.م. من أهم الفترات ازدهارا التي شهدها تاريخ فلسطين القديم ، واتخذت طابعا حضاريا متقدما ، التي فرضت طابعها الحضاري الكنعاني المتميز على جميع الأقوام التي سكنت فلسطين ، وبقيت القوة الوحيدة والحضارة الكنعانية الصرفة المؤثرة لفترة طويلة على جميع أرجاء فلسطين . وكان للبلستينيين الدور الكبير في تاريخ فلسطين وأطلق عليهم " أهل السواحل " . وكانوا قد هاجموا مصر في عهد " رعميس الثالث " 1198-1166 ق.م. فتمكن من صدهم في معركة بحرية سنة 1191 ق.م. فاتجهوا بعد إخفاقهم نحو السواحل الفلسطينية وأسسوا العديد من المدن الفلسطينية منها غزة واشقلون " عسقلان " و " جت " وأشدود " عقرون " .
وقد تميز تاريخ فلسطين بسيادة السيطرة والحضارة واللغة العربية الكنعانية على جميع الأقوام التي سكنتها ، وعبدت جميع الأقوام التي سكنت فلسطين الآلهة الكنعانية .
التسميات :
كتب دبلوماسية