كان الهنود ينظرون الى الأجانب نظرة عداء مما جعل من محاربتهم أمرا واجبا ، ولهذا ركزوا على جانبين مهمين في النشاط الدبلوماسي وهما التجسس وإقامة التحالفات ووفقا لذلك باتت المهمة الأولى للمبعوثين الهنود هي استقصاء المعلومات عن الشعوب الأخرى . وقد أكدت على هذه المهمة نصوص " أرثار ساستراس " الدينية حيث تضمنت تعليمات محددة في هذه الخصوص . أما المهمة الثانية فهي إبرام معاهدات التحالف لتعزيز القوة العسكرية وذلك بحكم التوجه الحربي الذي سيطر على العقلية الهندية وظل يوجه علاقات الهنود بغيرهم . ولهذا جرى الاهتمام بالدبلوماسية ويكشف لنا قانون " مانو " الهندي عن درجة متقدمة من القواعد الدولية المتعلقة بالمعاملة الإنسانية في الحروب والممثلين الدبلوماسيين وطرق اختيارهم ومهماتهم والضمانات اللازمة لحمايتهم .
إن هذا القانون يبن على أن من واجب الملوك تعيين المبعوثين من بين أولئك الذين يتمتعون بمكانة طيبة وشرف رفيع وقدرة عالية على تمثيل ملوكهم على أحسن صورة ، وفراسة تسمح لهم بفهم همسات محدثيهم وإشاراتهم وتقاطيع وجوههم .
ويقول نيكولسون: بأن قوانين مانو تشمل مجموعة كاملة لأحكام دبلوماسية نجدها في الحروب تنهى عن قتل اللاجئين من غير المحاربين وحتى عندما يكونوا المحاربين على درجة متساوية من التسلح فيجب على المنتصرين اخذ جرحى الأعداء للعناية بهم.
تقول المادة "66" من قانون مانو: السفير هو الذي يقرب بين الأعداء ويوقع بين الحلفاء.