دبلوماسية البنغ بونغ | المكتبة الدبلوماسية

دبلوماسية البنغ بونغ

💼 🇷🇺 دبلوماسية البنغ بونغ 🇺🇸 💼 

جاءت دبلوماسية البنغ بونغ في إطار التوافق مع حقيقتين دوليتين:
الأولى: سياسة الرئيس الأمريكي نيكسون لتحسين العلاقات مع الصين المرسومة عام 1969م والموضوعة في ضوء الاعتبارات الإستراتيجية الأمريكية بعد الهزائم المتتالية في فيتنام ووضوح النتائج السلبية المحلية والكونية لذلك بالنسبة لهيبة أمريكا الدولية، وما لذلك من أثر على التوازن الاستراتيجي مع الإتحاد السوفيتي، وبالتالي وضوح حاجة أمريكا إلى تحالفات دولية جديدة للمحافظة على التوازن الاستراتيجي في منطقة جنوب شرق أسيا وعلى الصعيد العالمي.

الثانية: الخطة الصينية للعب دور دولي أكبر وعقد تحالفات جديدة يكون فيها التقارب مع الولايات المتحدة حجر الزاوية وذلك لتعزيز الموقف الصيني في ضوء تطور الصراع الصيني - السوفيتي وتفاقمه.

واقدمت الصين لأول مرة على إرسال فريق لكرة الطاولة (البنغ بونغ) للمشاركة في المباريات الدولية هناك رغم وجود مصاعب في العلاقات الصينية اليابانية. وفي نهاية الدورة قدم الفريق الصيني دعوة للفريق الأمريكي لزيارة الصين. وعلى الأثر راجع رئيس الفريق الأمريكي السفارة الأمريكية في طوكيو وكان الرأي هو قبول الدعوة فورا.
وقد تمت هذه الزيارة في أبريل 1971م، فاستقبل الوفد استقبالا منقطع النظير وسط إهتمام عالمي كبير لما تضمنته هذه الدعوة وهذا الاهتمام من تغيير جوهري في العلاقات الدولية.
وقد توج الصينيون اهتمامهم بالوفد عندما استقبل أعضاء الوفد في قاعة الشعب الكبرى، واتضح هدفه عندما فاجأهم بالقول " أن زيارتهم دشنت عهدا جديدا من الصداقة التي تحظى بتأييد الغالبية العظمى من الشعبين.
وكانت استجابة الحكومة الأمريكية للبادرة الصينية فورية، إذ أعلنت الحكومة على لسان الناطق الرسمي بأن الإدارة قررت التجارة والسفر مع الصين وأن ذلك القرار يجيء ضمن إطار السياسة المرسومة عام 1969م، إلا أن دعوة الفريق الأمريكي للبنغ بونغ أسهمت في التعجيل في الوصول إلى ذلك القرار.

ويذهب كيسنجر في تفسير لجوء الصين إلى دبلوماسية الرياضة كوسيلة لتحقيق التقارب، إلا أن تلك الخطوة عبرت التزام الصين في تحسين العلاقات مع أمريكا وأكدت بشكل أعمق مما يمكن أن تعبر عنه من خلال الاقنية الدبلوماسية السرية،
وهذه الحالة الاخيرة لم تنشى ضمن إطار الدبلوماسية المثلثة الأضلاع مع الاتحاد السوفيتي. إذ سرعان ما أدت دبلوماسية البنغ بونغ إلى زيارة الرئيس نيكسون للصين الشعبية ونمو العلاقات الصينية الأمريكية بما يخدم الأهداف الأمريكية والصينية إزاء تعاظم النفوذ السوفييتي في العالم.



Post a Comment

Previous Post Next Post