هذا الكتاب صدر في الاتحاد السوفيتي السابق للكاتب
الجنرال/ استاخوف باسم مستعار "انكارين" الذي كان رئيس الجانب السوفيتي في
المحادثات اليمنية السوفيتية بصنعاء،التي تكللت بتوقيع اتفاقية صنعاء بين اليمن
والاتحاد السوفيتي في تاريخ 1 نوفمبر 1928م،وكانت أول اتفاقية بين دولة عربية
والاتحاد السوفييتي مع انه قد سبق كان
للاتحاد السوفييتي قنصلية في جدة من عام 1924م ولكنها قامت على أساس تبادل
المذكرات والاعتراف المتبادل بين حكومتي الاتحاد السوفييتي ونجد والحجاز دون
التوقيع على إقامة علاقات دبلوماسية بينهما.
وتم بموجب
الاتفاقية الموقعة بين الاتحاد السوفييتي وبلادنا التبادل الدبلوماسي بينهما حيث
اعترف الاتحاد السوفيتي بموجبها باستقلال اليمن والتزم الطرفان بتبادل البضائع
التجارية وعلى أساس هذه الاتفاقية فتحت ممثلتان تجاريتان للاتحاد السوفييتي في
صنعاء والحديدة.
ولهذا الكتاب
أهمية تكمن في أن مؤلفه كان شاهد عيان للأحداث الساخنة التي حدثت في صنعاء في صيف
وخريف ذلك العام المتمثل بالتهديد الانجليزي للجزء المستقل عن اليمن من اجل أن
يتخلى عن بعض المناطق المحاذية لمستعمراته عدن وسلطنة لحج آنذاك من جهة واحتدام
الصراع بين الدول الأوروبية على شبة جزيرة العرب عموما،واليمن على وجه الخصوص من
جهة ثانية.
ويشير المؤلف
إلى محاولة اليمن استعادة الأراضي المحتلة آنذاك وبداية المشاكل اليمنية –
السعودية حول عسير وانتفاضة الزرانيق وتداخل العلاقات اليمنية الايطالية والانجليزية
اليمنية.
ولقد وصف انطباعاته
عن اليمن وحكى عن لقاءاته بالمسئولين اليمنيين ومشاهدته لأحوال الناس وتوقعاته للأوضاع
آنذاك منها التي ثبتت صحتها ومنها التي لم تثبت،ورغم أن المؤلف أشاد بالأمام/يحي لكنه
تطرق إلى العزلة التي فرضها على الجزء المستقل من اليمن وتمركز السلطات كلها بيد الأمام
نفسه.
ولقد كتب
المؤلف كتابه هذا وأصدره في وقت كان فيه كثير من اليمنيين والعرب والأجانب يعقدون الآمال
على أن يقوم الأمام/يحيى بالإصلاح في المجالات المختلفة،غير أن الأمام/يحيى قد خيب
آمال الجميع في ذلك.