في السنوات العشر الماضية، أصبحت السياسات الدبلوماسية الصينية الهامة وتحركات الصين على المسرح الدولي نقطة ساخنة تخطى دائما باهتمام كبير من العالم. ازدادت رغبة وطلب المجتمع الدولي لمعرفة السياسات الدبلوماسية الصينية بشكل عميق يوما بعد يوم، وارتفعت حماسة المواطنين الصينيين لمتابعة الشؤون الدبلوماسية والمشاركة فيها باستمرار. ومع تطبيق مفهوم التنمية العلمية الذي طرحه الحزب الشيوعي الصيني، تتجسد نظرية "الدبلوماسية من أجل الشعب ووضع الإنسان في المقام الأول" خلال الأعمال الدبلوماسية على نحو أوضح. وشهدت القضية الدبلوماسية العامة الصينية تطورا سريعا بقيادة هذه النظرية. الآن، تفضلوا بالاستماع إلى تفاصيل التقرير بعنوان "الدبلوماسية الصينية تتمسك ب"وضع الإنسان في المقام الأول" وتدفع الدبلوماسية العامة بقوة".
"في الأيام الأخيرة، أفادت وسائل الإعلام أن الدول المجاورة لبلادنا غير آمنة ومستقرة، مما أثر كثيرا أمن أعمالنا الدبلوماسية، في هذا المجال، كيف تعزز وزارة الخارجية الصينية قوة العمل؟ وأية إجراءات ستتخذ لمواجهة الوضع الحالي؟"
في أحد الأيام من أكتوبر في عام 2009، قدم شيخ جاء من القرية بمقاطعة جيانغسو وكان في ال82 من عمره هذه المسألة إلى مدير قسم الإعلام لوزارة الخارجية ما تشاوشو. وكان يمكن لهذا الشيخ العادي أن يدخل إلى صالة الإعلام ويقدم مسألة إلى الدبلوماسيين وجها لوجه، هذا لأن وزارة الخارجية الصينية أقامت نشاط "يوم الانفتاح للجمهور" منذ عام 2003، وبعد التنمية المستمرة لحوالي 10 سنوات، قد أصبح احدى المنصات المهمة لقيام وزارة الخارجية بالدبلوماسية العامة.
إن الدبلوماسية العامة تعني أن تقدم الحكومة بمشاركة مختلف الأوساط الاجتماعية الحالة الوطنية وطريق التنمية والسياسات الدبلوماسية الصينية إلى الشعوب الأجنبية وتقدم السياسات والأعمال الدبلوماسية الصينية إلى الشعب الصيني من خلال النشر والتبادلات وغيرهما من الوسائل. بدأ تطبيق الدبلوماسية العامة في الولايات المتحدة وغيرها من الدول الغربية، مع تعمق اتصالات الصين مع العالم في السنوات الأخيرة، أصبحت الدبلوماسية العامة موضوعا جديدا للابتكار وتحويل الهيكلة لقضية دبلوماسية صينية. وفي الحديث عن التطور السريع للدبلوماسية العامة الصينية، قال السفير الصيني السابق لدى بريطانيا السيد ما تشنغقانغ إن الفضل في ذلك يرجع إلى ارتفاع القوة الوطنية الشاملة للصين.
"شهدت العلاقة بين الصين والعالم تغيرات تاريخية. لم تكن دول كثيرة تهتم بالصين في الماضي، وفي الوقت الحالي، أصبحت الصين قوية، ودورها وتأثيراتها في المجتمع الدولي أكبر بكثير. في ظل هذا الوضع، يجب علينا تقديم وشرح سياساتنا من خلال مختلف الوسائل بشكل جيد لرسم صورة حقيقية للصين أمام الأجانب."
من أجل تعريف العالم بالصين على نحو أفضل، أصبحت زيارات القادة الصينيين منصة مهمة لدفع الدبلوماسية العامة أولا. في فبراير من عام 2009، زار رئيس الصين هو جينتاو موريشيوس، حيث قام هو بزيارة خاصة لمركز الثقافة الصينية بعاصمة موريشيوس وتبادل أطراف الحديث مع الأشخاص المحليين الذين تعلموا اللغة الصينية وتمتع معهم بالقصائد الصينية القديمة بشكل مشترك.
كانت أنشطة التبادلات مع الجمهور المحلي ووسائل الإعلام وأشخاص في الأوساط المختلفة مثلها تظهر أكثر فأكثر في زيارات القادة الصينيين للدول الأجنبية. وإن الأنشطة الدبلوماسية العامة لا تقرب المسافة بين الصين والعالم فحسب، بل تعمق المعرفة المتبادلة والصداقة بين شعوب الصين والعالم.
بالإضافة إلى ذلك، خلال قمم مجموعة ال20 وقمم مجموعة "بريكس" واجتماعات منظمة التعاون الاقتصادي لمنطقة آسيا – الباسيفيك وغيرها من الاجتماعات الهامة المتعددة الأطراف، أقامت البعثات الصينية مراكز إعلامية خاصة لتوفير تصريحات صحفية كي تمكن الجميع من التعرف على مواقف الصين إزاء القضايا الدولية الساخنة. كانت هذه الأنشطة الدبلوماسية العامة لا تجعل العالم يسمع صوت الصين بشكل صحيح وشامل وفي حينه، بل تعكس موقف الصين المنفتح والواثق على المسرح الدولي.
ومحليا، تعاونت وزارة الخارجية الصينية منذ العام الماضي مع بعض المواقع الإلكترونية المحلية لإطلاق حساب رسمي للوزارة على موقع "المدونة الصغيرة" وإقامة حوارات شبكية يتحدث فيها الدبلوماسيون مع مستخدمي الإنترنت عن سياسات البلاد الدبلوماسية، وذلك من أجل التقارب بين الدبلوماسيين والشعب وتعزيز التفاهم بينهم.
إضافة إلى خدمة الجمهور داخل الصين، تتخذ السفارات الصينية في مختلف المناطق العالمية الدبلوماسية العامة كمضمون مهم لعملها وتعمل باستمرار على دفع الدبلوماسية العامة الموجهة للجماهير الأجنبية. في هذا الصدد، قالت مديرة مكتب الدبلوماسية العامة لوزارة الخارجية وي شين:
"عام 2011، قامت السفارات الصينية في الدول الأجنبية بأنشطة الدبلوماسية العامة بشكل واسع وعميق انطلاقا من الظروف الواقعية المحلية. وألقى دبلوماسيون رفيعو المستوى محاضرات لأكثر من 2300 مرة وقاموا بمقابلات مع وسائل الإعلام المحلية لأكثر من 1300 مرة ونشروا أكثر من 900 مقال إضافة إلى تنظيم أنشطة التبادلات الإنسانية مختلفة الأشكال مثل "يوم الانفتاح" ومعرض الصور ومهرجان السينما وما إلى ذلك."
وبالرغم من التنمية السريعة للدبلوماسية العامة في الصين والتي حققت نتائج مثمرة خلال المراحل الماضية، إلا أن بعض الخبراء والعلماء والدبلوماسيين يرون وجود فجوة بين الصين والدول الغربية في مجال الدبلوماسية العامة، ومن بينهم الدكتور تشو تشينغ آن مدير مكتب بحوث الدبلوماسية العامة لجامعة تسينغهوا الصينية، وقال:
"من اللازم أن تمر خطوات الدبلوماسية العامة لأي دولة بثلاث مراحل، أولها عملية التوعية، ويتلو ذلك تنفيذ الاستراتيجيات، والثالث تشكيل صورة إيجابية للدولة. والآن، أكملت الصين المرحلة الأولى، أي توعية المسؤولين والجماهير بسياسة الدبلوماسية العامة. وخلال السنوات الخمس أو العشر المقبلة، ستواجه الدبلوماسية العامة الصينية موضوعا يتركز على البحث عن استراتيجية دبلوماسية مناسبة تتفق مع الخصائص الصينية."
المصدر: http://arabic.cri.cn/881/2012/11/02/82s154257.htm
التسميات :
مقالات دبلوماسية