دبلوماسية الأمن الجماعي الدولي في المنظمات الإقليمية | المكتبة الدبلوماسية

دبلوماسية الأمن الجماعي الدولي في المنظمات الإقليمية



 إذا كانت الدبلوماسية الثنائية تتم في إطار حركية التفاعل السلمي بين دولتين فإن أي مفاوضات دبلوماسية تجري بين دولتين تكون إما لتحسين العلاقات بينهما ، وإما لإزالة مظاهر التوتر والخلاف بينهما ، بينما في دبلوماسية متعددة الأطراف أو الدبلوماسية الجماعية في العلاقات الدولية فإن مجالات العمل الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والإنساني أصبحت لا تقل أهمية عن الدور السياسي ، وان زيادة التعاون الدولي في المجالات المتعددة فإن الدبلوماسية الجماعية أصبحت لها دور فعال ورئيسي في العلاقات الدولية بين الدول فإنها تختلف عن الدبلوماسية التقليدية الثنائية ، فالدبلوماسية الجماعية تعبر عن نشاط دبلوماسي لحركة التفاعل السلمي بين مجموعة من الدول فعن الدبلوماسية تبرز في مظاهر متعددة كالمؤتمرات التي تعقد في إطار المنظمات الدولية والإقليمية .([1] )

وتكون الدبلوماسية متعددة الأطراف الدائمة المتمثلة في المنظمات ، وهي تلك النشاطات والتفاعلات السياسية التي تحدث بين دول العالم في نطاق المنظمات الإقليمية وهي تلك المنظمات التي تقتصر في عضويتها على عدد من الدول ذات التقارب الجغرافي أو الاقتصادي أو العسكري أو حتى السياسي ، ومن أمثلة المنظمات الإقليمية ( جامعة الدول العربية ، الاتحاد الأوروبي ، الاتحاد الأفريقي ، منظمة الدول الأمريكية ، مجلس التعاون الخليجي ، منظمة المؤتمر الإسلامي ، ..... الخ ) ، ومن خلال دبلوماسية المنظمات الإقليمية تستطيع الدول أن تستعمل نفوذها السياسي والاقتصادي والعسكري ، خاصة في التأثير على الدول لكسب تأييدها أثناء عملية التصويت في الأمم المتحدة على إصدار قرارات بخصوص قضية ما ، لذلك تلجأ الدول إلى حل النزاعات التي تحدث بينها بالطرق السلمية من خلال عرضها على الهيئات الدولية المختصة كمحكمة العدل الدولية.([2] )
تعتبر المنظمات الإقليمية مظهرا جديدا لنشاط العلاقات الدولية ووسيلة للتقارب والتعاون بين الشعوب و الدول المتجاورة جغرافيا ً والتي تجمعها مصالح مشتركة أو التي تربطها وحدة الأصل أو اللغة أو الدين أو المصالح المشتركة ، فنلاحظ وجود منظمات إقليمية لا تربط بينها إلا المصالح ومتمثلة في التكتلات والأحلاف العسكرية عادة ، مثل حلف وارسو سابقا ً ، وحلف الأطلسي حاليا ً فإنه لا يضم جميع دوله في منطقه جغرافية واحدة ولكن الرابط الذي بين الدول هو المصالح المشتركة والمنظمات الإقليمية بالرغم من دورها في استتباب السلم والأمن الدوليين في أكثر من منطقة في العالم لاستخدام نفوذها الجماعي المتمثل في الدبلوماسية الجماعية أو الدفاع الشرعي الجماعي في حالة تعرض إحدى دول المنظمة لاعتداء خارجي .([3] )
 
[1] - فاروق مجدلاوي ، الدبلوماسية الوقائية في المسألة العراقية ، دار روائع مجدلاوي ، الطبعة الأولى ، 2004 ، ص82 .
[2] - زايد عبد الله مصباح ، الدبلوماسية ، مرجع سبق ذكره ، ص106 .
[3] - عبد السلام صالح عرفه ، المنظمات الدولية والإقليمية ، دار الكتب الوطنية ، بنغازي ، الطبعة الأولى ، 2004 ، ص257 .


Plus récente Plus ancienne